اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

أحمد الدمنهوري ت. 1190 هجري
99

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

تصانيف

وأجيب عن اعتراضه فيما كتبته على شرحه المذكور. وترد إلى أقسام ثلاثة: الأول اختصاص الوصف بالموصوف كقولهم المجد بين ثوبيه والكرم بين برديه جعل إحاطة الثوبين والبردين بالوصفين كناية عن اختصاص الممدوح بهما ومن ذلك الخبر في العزلة الخ كناية عن اختصاص الصوفي بها. الثاني ما يطلب بها نفس الموصوف كقولك جاء المضياف تريد زيدا لكثرة إقرائه للضيف حتى صار اختصاصه بذلك كاللازم ينتقل من المضياف إليه. الثالث ما يطلب بها نفس الصفة نحو كثير الرماد كناية عن المضياف ونحو طويل النجاد كناية عن طول القامة. والأولى بعيدة لكثرة الوسائط والثانية قريبة لعدم الواسطة ثم الغرض من الكناية الإيضاح كطويل النجاد لطول القامة أو الاختصار كفلان مهزول الفصيل أي لكثرة نحو الأمهات كناية عن كرمه أو الستر وهو المراد بالصون كأهل الذرا كناية عن الزوجة صيانة لها أو اختيار الفصحاء اللفظ لاستهجان المكنى عنه نحو فالآن باشروهن ونحو فلان لمس زوجته أو أنها كناية عن المجامعة.

قال: فصل في مراتب المجاز والكنى

ثم المجاز والكنى أبلغ من = تصريح او حقيقة كذا زكن

في الفن تقديم استعارة على = تشبيه ايضا باتفاق العقلا

أقول: المجاز أبلغ من الحقيقة والكناية أبلغ من التصريح لأن الانتقال فيهما من الملزوم إلى اللازم وهو كدعوى الشيء ببينة فإن وجود الملزوم يقتضى وجود اللازم لامتناع انفكاك الملزوم عن لازمه والاستعارة أبلغ من التشبيه لأنها نوع من المجاز والتشبيه حقيقة وقد علمت أن المجاز أبلغ منها والله أعلم.

الفن الثالث: علم البديع

علم به وجوه تحسين الكلام = يعرف بعد رعي سابق المرام

صفحة ١٠٢