ومنها التلبيس: أي الإخفاء على السامع نحو: قال لي قائل إنك خائن.
ومنها التقليل كقولك للظمآن هنا شيء من الماء.
ومما له مناسبة بالتعريف والتنكير قاعدة وهي أن الاسم إذا كرر مرتين، فإن كانا نكرتين فالثاني غير الأول، أو معرفتين أو الثاني فقط فهو عينه أو الأول معرفة، والثاني نكرة فقولان، فالأول والثاني كالعسر واليسر في قوله تعالى {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} والثالث نحو {فيها مصباح المصباح} والرابع كقوله:
صفحنا عن بني ذهل = وقلنا القوم إخوان
عسى الأيام أن يرجع = ن قوما كالذي كانوا
وهذه القاعدة أغلبية كما يعلم من المطولات.قال:
ووصفه لكشف او تخصيص = ذم ثنا توكيد او تنصيص
أقول: البحث الخامس في إتباعه.أما وصفه فلأمور:
منها كشف معناه نحو: الجسم الطويل العريض العميق يحتاج إلى فراغ يشغله، فكل من هذه الأوصاف الثلاثة يبين الجسم بوجه ما، والمجموع وصف كاشف بالغ مرتبة الحد على مذهب المعتزلة، وأما على مذهب أهل السنة فهو الجوهر القابل للقسمة، فإن لم يقبلها فهو الجوهر الفرد.
ومنها تخصيصه بتقليل الاشتراك أو رفع الاحتمال، فالأول نحو: زيد العابد عندنا، إذا كان هناك مشارك له في العبادة، والثاني نحو: زيد العالم عندنا، إذا لم يكن عالم غيره.
ومنها الذم نحو زيد الجاهل في السوق.
ومنها الثناء أي المدح نحو زيد العابد في المسجد إذا كان الموصوف معينا بدون الوصف فيهما.
ومنها التوكيد نحو أمس الدابر كان يوما عظيما.
ومنها التنصيص أي البسط والبيان لكون دلالة المنطوق أقوى نحو جاءني رجل واحد.
واعلم أن المسند إليه إذا كان ضميرا لا يصح وصفه كما هو مقرر في محله
قال:
وأكدوا تقريرا او قصد الخلوص = من ظن سهو او مجاز او خصوص
أقول: أما توكيده فلأمور:
منها التقرير أي تقرير المسند إليه، وتحقيق مفهومه بحيث لا يظن به غيره نحو جاءني زيد زيد.
صفحة ٥١