وعرفي: وهو أن يراد كل فرد مما يتناوله اللفظ بحسب متفاهم العرف نحو جمع الأمير الصاغة أي صاغة بلده، لا كل الصاغة، واستغراق المفرد أشمل من الجمع، فقولك لا رجال في الدار يصدق إذا كان فيها رجل أو رجلان بخلاف قولك لا رجل فيها، وهذا في النكرة المنفية مسلم وأما المعرف باللام فلا، بل الجمع المعرف بلام الاستغراق يتناول كل واحد من الأفراد على ما ذكره جمهور الأصوليين، ودل عليه الاستغراق في نحو {والله يحب المحسنين} أي كل محسن فإن قيل إفراد الاسم يدل على الوحدة والاستغراق يدل على التعدد فيتنافيان فالجواب أن الحرف إنما يدخل عليه عند إرادة الاستغراق مجردا عن الوحدة والتعدد.
وقوله في النحو علم أشار به إلى الأقسام المتقدمة، وإلى الخلاف في كون المعرف أل بتمامها وهمزتها همزة قطع أو وصل أو اللام وحدها، وهو مذهب علماء المعاني، ولذا يقولون: وأما تعريفه باللام كالمصنف في قوله باللام أو الهمزة واللام للفرق بينها وبين همزة الاستفهام وإلى ما يتفرع على ذلك.وقوله فاقتفى تكملة
قال:
وبإضافة لحصر واختصار = تشريف أول وثان واحتقار
تكافؤ سآمة إخفاء = وحث او مجاز استهزاء
أقول: من مرجحات كون المسند إليه مضافا لما بعده:
الحصر حيث لا تضبط أفراد المسند إليه إلا بإضافة نحو: أهل الله ساكنون تحت مجاري الأقدار، ومنها الاختصار، نحو:
هواي مع الركب اليمانين مصعد = جنيب وجثماني بمكة موثق
فهو أخصر من الذي أهواه وأولى لضيق المقام بسبب كونه في السجن وحبيبه على الرحيل.
ومنها تشريف المضاف نحو: أمة محمد مرحومة، أو المضاف إليه نحو: نبينا محمد أفضل الأنام.
ومنها تحقير المضاف نحو: ولد الحجام حاضر، أو المضاف إليه نحو: أخو أخوك اللئيم حاضر.فقوله واحتقار أي احتقار كل من الأول والثاني أي المضاف والمضاف إليه.
صفحة ٤٩