193

لباب الآداب

محقق

أحمد محمد شاكر

الناشر

مكتبة السنة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

مكان النشر

القاهرة

وعن ابن عباس ﵁ في قول الله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتًا، بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [٣: ١٦٩] قال: أرواحهم كطيورٌ خضرٌ تسرح في الجنة، ثم تأوي إلى قناد بل خضرٍ معلقة تحت العرش «١» . وأورد الإمام الحافظ أبو القسم إسمعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني* ٥٧ ﵀ في كتاب (الترغيب والترهيب) «٢» عن أنس بن مالك ﵁ قال قال رسول الله ﷺ: «الشهداء ثلاثة رجال: رجلٌ خرج بماله ونفسه محتسبًا في سبيل الله تعالى، لا يريد أن يَقتل ولا يُقتل «٣»، لتكثير سواد المسلمين-: فإن مات أو قُتل غُفرت [له] ذنوبه كلها، وأُجير من عذاب القبر، وأومن من الفزع الأكبر، وزوج من الحور العين [وحلّت عليه الكرامة] ووضع على رأسه تاج الوقار [والخلد] . والثاني: رجلٌ جاهد بنفسه «٤» وماله محتسبًا، يريد أن يَقتل ولا يُقتل-: فإن مات أو قتل كانت «٥» ركبته مع ركبة ابراهيم خليل الرحمن ﵇ بين يدي الله ﷿ في مقعد صدق عند مليك مقتدر. والثالث: رجلٌ خرج في نفسه «٦» وماله [محتسبًا]، يريد أن يَقتل ويُقتل-: فإن مات أو قُتل جاء يوم القيامة شاهرًا سيفه واضعه على عنقه «٧»، والناس جاثون على الركب، يقول: ألا

1 / 163