189

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

محقق

ياسين محمد السواس

الناشر

دار ابن كثير

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤٢٠ هجري

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التصوف
عَيْشًا لا مَوْتَ فِيهِ. وقال: فَضَحَ المَوْتُ الدنيا فلَمْ يَدَعْ لِذِي لُبٍّ بها فرحًا. وقال غيرُه: ذَهَبَ ذِكْرُ المَوْتِ بِلَذَاذَةِ كُلِّ عَيْشٍ، وسُرورِ كُلِّ نعيمٍ، ثم بَكَى. وقال: واهًا لدارٍ لا مَوْتَ فيها. اذْكُرِ المَوْتَ هاذِمَ اللَّذَّاتِ … وتهيَّأْ لِمَصْرَعٍ سَوْفَ ياتِي غيره (^١): يا غَافِلَ القَلْبِ عَنْ ذِكْرِ المَنيَّاتِ … عَمَّا قَلِيلٍ سَتُلْقَى بَينَ أَمْوَاتِ فاذْكُرْ مَحَلَّكَ مِن قبلِ الحُلُولِ بِهِ … وَتُبْ إلى اللهِ مِنْ لَهْوٍ وَلَذَّاتِ إنَّ الحِمَامَ (^٢) لَهُ وَقْتٌ إلى أجَلٍ … فاذْكُرْ مَصَائِبَ أيَّامٍ وَسَاعاتِ لا تَطمئِنَّ إلى الدُّنيا وَزينتِها … قَدْ آنَ لِلْمَوْتِ يا ذا اللُّبِّ أنْ ياتِي قال بعضُ السَّلفِ: شيئانِ قَطَعا عَنِّي لذاذةَ الدنيا (^٣)؛ ذِكْرُ المَوْتِ، والوُقُوفُ بينَ يَدَي اللهِ ﷿. وكَيْفَ يَلَذُّ العَيْشَ مَن كانَ مُوقنًا … بأنَّ المَنَايا بَغْتَةً سَتُعاجِلُهْ وكَيْفَ يَلَذُّ العَيْشَ مَنْ كَانَ مُوقِنًا … بأنَّ إلهَ العَرْشِ (^٤) لابُدَّ سائِلُهْ قال أبو الدَّرداء: كَفَى بالموتِ واعظًا، وكَفَى بالدَّهْرِ مُفرِّقًا، اليومَ في الدُّور، وغدًا في القُبُورِ. اذْكُرِ المَوْتَ ولازِمْ (^٥) ذِكْرَهُ … إنَّ في الموتِ لِذِي اللُّبِّ عِبَرْ وكَفَى بالموتِ فاعْلَمْ واعِظًا … لِمَنِ المَوْتُ عليه قَدْ قُدِرْ غَفلةُ الإِنسانِ عن الموتِ مَعَ أنَّه لا بُدَّ له منه مِن العَجَب. والمُوجِبُ لها (^٦) طولُ الأَمَلَ (^٧):

(^١) لفظ "غيره" زيادة من (ط). (^٢) الحِمامُ: الموت. (^٣) في آ: "اللَّذَّةَ". (^٤) في ب، ش، ط: "الخلق". (^٥) في ب، ط: "وداوم". (^٦) في ط: "له" وهو تحريف. (^٧) الأبيات للشاعر أبي العتاهية في ديوانه ٩٧ من قصيدة أولها: خانَكَ الطَّرْفُ الطَّموحُ … أيُّها القَلْبُ الجَمُوحُ

1 / 196