ثم عاد في سنة ثلاثين، وقد عيِّن له بعناية ابنِ حِجِّي أيضًا تدريس الصلاحية ونَظرها بالقدس بعد موت الهَرَوي في آخر المحرم منها، فتوجه إليها وأقام بها قليلًا، وانتفع به أهلُ تلك الناحية أيضًا، ولم ينفصل عنها إلا بالموت (١).
* * *
* ثالثًا: مشاهير شيوخه:
١ - بدر الدين الزَّرْكشي، محمد بن عبد الله بن بَهادر المصري الشافعي، الإمام العلامة، لازم الشيخين جمال الدين الإسنوي وسراج الدين البُلقيني، وقد ترك إرثًا عظيمًا من المصنفات النافعة كـ "البحر المحيط" في أصول الفقه، و"البرهان في علوم القرآن"، و"التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح"، وغيرها. توفي سنة (٧٩٤ هـ) (٢).
وكان الإمام البرماوي قد لازمه، وتمهر به، وحرر بعض تصانيفه، كما قال الحافظ السخاوي (٣).
٢ - سراج الدين البُلْقيني، عمر بن رسلان أبو حفص، الإمام شيخ الإسلام، أخذ عن أبي حيَّان والسُّبكي، وأجازه الحافظان المِزي والذهبي، وأخذ عنه العلماء طبقة بعد طبقة؛ فمن الأولى الزركشي،
_________
(١) نقلًا عن: "الضوء اللامع" للسخاوي (٧/ ٢٨١).
(٢) انظر: "الدرر الكامنة" لابن حجر (٤/ ١٧)، و"النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي (١٢/ ١٣٤)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (٥/ ٣٣٩).
(٣) انظر: "الضوء اللامع" للسخاوي (٧/ ٢٨١).
مقدمة / 14