واختلف أصحاب الإمام الشافعي رحمة الله عليهم في حكم صيامه أول الإسلام على وجهين ، أشهرهما أنه لم يزل سنة من حين شرع ولم يكن واجبا قط في هذه الأمة ولكنه متأكد الاستحباب ، والدليل عليه ما أخرجه مسلم في صحيحه عن معاوية رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهذا اليوم : ( هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم ، فمن أحب منكم أن يصومه فليصم ومن أحب أن يفطر فليفطر ) . هذا الحديث كله مرفوع كما هو ظاهر فيما رواه النسائي من حديث حميد عن عبدالرحمن بن عوف سمعت معاوية رضي الله تعالى عنه يوم عاشوراء وهو على المنبر يقول : يا أهل المدينة أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في مثل هذا اليوم : ( إني صائم فمن شاء أن يصوم فليصم ) (1) .
صفحة ٤