143

كنوز الذهب في تاريخ حلب

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هـ

مكان النشر

حلب

ومنها: في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وقعت زلازل عظيمة بالشام «١» وحلب وشيزر وأنطاكية وغيرها. فهلك خلق عظيم حتى أن معلما بحماة قام من المكتب وعاد فوجد المكتب قد وقع على الصبيان فماتوا كلهم. ولم يأت أحد يسأل عن ولده لأن آباءهم ماتوا أيضا «٢» . ومات في هذه السنة بالزلزلة نحو من ألف ألف ومائة ألف إنسان وهلك كل من في «٣» شيزر إلا امرأة وخادما واحدا. وانشق تل في حران فظهر فيه بيوت وعمائر ونواويس. وخربت صيدا وبيروت وطرابلس وعكا وصور وجميع بلاد الفرنج وانشق في اللاذقية موضع فظهر فيه صنم قائم في النار. وانفلق البحر إلى قبرص «٤» وقذف بالمراكب إلى ساحله. وقرأت في تاريخ الإسلام؛ قال: «في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة كان بالشام زلازل عظيمة هدمت ثلاثة عشر بلدا؛ منها: خمسة للفرنج، وأما حلب فهلك منها تحت الردم خمسمائة نفس. وأما حماة فهلكت جميعا إلا اليسير. وأما شيزر فما سلم (١٧ ظ) م منها إلا امرأة وخادم وأما كفرطاب فما سلم منها أحد. وأما أفامية «٥» فهلكت وساخت قلعتها إلى الأرض. وأما أنطاكية فسلم نصفها «٦» .» . ومنها: في سنة سبع وخمسين وخمسمائة ورد كتاب أنه حدثت زلزلة وقع من سور الرها ثلاثة عشر برجا. وخسف بسميساط وقلب بنصف قلعة بالس.

1 / 146