خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

المحبي ت. 1111 هجري
45

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

الناشر

دار صادر

مكان النشر

بيروت

نَحْو كراسة سَمَّاهَا الرَّائِحَة الوطفا فِي راحية مصطفى مُشْتَمِلَة على قصيدة عَجِيبَة ونثر حسن وَمن شعره أَيْضا قَوْله (لَا غرو إِن كنت تجفو الْأنس يَا رشأ ... فَمن خِصَال الظبا أَن تنفر البشرا) (يَا لَيْتَني كنت وحشيًا أردد فِي ... مفتون وَجهك فِي سقط اللوى نظرا) وَكتب إِلَيْهِ بعض الأدباء وَهُوَ بالزاوية من أَرض الدلاء يَقُول (يَا أَبَا إِسْحَاق قل لي موجزا ... أَي شَيْء مبرد حر النَّوَى) (قد أَبَت الإسهادا مقلتي ... وانسكاب الدمع شوقًا للوي) فَأَجَابَهُ بقوله (زار فِي روض بهي سحرًا ... جَامع بَين رواء وروى) (تتهادى فِي الحشا نفحته ... طلبت مني دوا دَاء النَّوَى) (قلت عَن طب وَمَا يعزى لمن ... جرب الْأَمر عليم بالدوا) (عرق وصل ونبات الدّرّ من ... مَاء ثغر أشنب كل سوا) (فاسحقنها فِي مهاريس اللوى ... واشربنها بكؤوس من هوى) (فَهُوَ درياق لأمراض النَّوَى ... مطفىء بَين الحشا جمر الجوى) وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع وَسبعين وَألف وَدفن بالمعلاة ﵀ تعال الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الملقب برهَان الدّين الْمَيْمُونِيّ الإِمَام الْعَلامَة الفهامة الْمُحَقق المدقق خَاتِمَة الأساتذة المتبحرين كَانَ آيَة ظَاهِرَة فِي عُلُوم التَّفْسِير والعربية أعجوبة باهرة فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية حَافِظًا متفننًا متضلعًا من الْفُنُون مَشْهُورا خُصُوصا عِنْد الْقُضَاة وأرباب الدولة وأبلغ مَا كَانَ مَشْهُورا فِيهِ علم الْمعَانِي وَالْبَيَان حَتَّى قل من يناظره فيهمَا وَسُئِلَ بعض أهل التَّحْقِيق من قُضَاة مصر عَنهُ فَقَالَ هُوَ رجل لَو سُئِلَ عَن مسئلة فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان لأملي عَلَيْهَا كرريس عديدة وَكَانَ مترفهًا فِي عيشه كريم النَّفس رَقِيق الطَّبْع حسن الْخلق فصيح اللِّسَان وجيهًا مجللًا عِنْد عَامَّة النَّاس وخاصتهم مسموع الْكَلِمَة وَإِذا حضر مَجْلِسا فِيهِ عُلَمَاء يكون هُوَ الْمُتَكَلّم من بَينهم والمشار إِلَيْهِ فيهم وَاجْتمعَ فِيهِ حسن التَّقْرِير وتحبير التَّأْلِيف والتحرير لَازم وَالِده سِنِين وَكَانَ يحضر مَعَه وَهُوَ صَغِير درس الشَّمْس الرَّمْلِيّ وَأَجَازَ بمروياته وَأخذ عَن أبي بكر الشنواني وَمَنْصُور الطبلاوي وَأحمد الغنيمي وَغَيرهم من عُلَمَاء عصره وَأَجَازَهُ جلّ شُيُوخه عَنهُ أَخذ أَحْمد بن أَحْمد العجمي عبد الْقَادِر الْبَغْدَادِيّ وشاهين الْحَنَفِيّ وَكَانَ لَهُ ولد برع بالتلقي عَنهُ وَمَات قبل

1 / 45