286

خطب مختارة

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢٣هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا - دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ٩٥ - ٩٦] وقد أمر الله بجهاد الكفار والمنافقين وجهاد هؤلاء على أربع مراتب: بالقلب واللسان والمال والنفس، فجهاد الكفار بالمال والسلاح وجهاد المنافقين بالحجة والجدال. وقد شرع الله الجهاد لإعلاء كلمة الله، حتى يعبد الله وحده لا شريك له. قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ [الأنفال: ٣٩] وشرع الجهاد لقمع الكفار والمشركين، وكف أذاهم عن المسلمين قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: ٧٦] قال الإمام ابن القيم ﵀: والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين، إما بالقلب وإما باللسان، وإما بالمال، وإما باليد، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع. وذكر الإمام أحمد «عنه ﷺ أن رجلًا قال له أوصني فقال: أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض»، وقال ﷺ: «ذروة سنام الإسلام الجهاد»، وقال «ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف»، وقال ﷺ فيما رواه مسلم: «من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق»، وذكر أبو داود عنه: «من لم يغز أو يجهز غازيًا أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله سبحانه

1 / 293