الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري

أحمد بن إسماعيل الكوراني ت. 893 هجري
67

الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري

محقق

الشيخ أحمد عزو عناية

الناشر

دار إحياء التراث العربي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

١٣ - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ» وَأَنَّ المَعْرِفَةَ فِعْلُ القَلْبِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٥] ٢٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَمَرَهُمْ، أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، ــ كقوله ﷺ: "عليكم بالسواد الأعظم، فإن مَن شَذ شذّ في النار"؟ قلتُ: محمولةٌ على ما إذا لم يَخَفْ على دينه، ولذلك لم يُجوزْ ذلك في زمانه. وأشار بـ "يوشك" إلى قرب وقته. باب قول النبي ﷺ: "أنا أعلمُكم بالله" يجوزُ في الباب الإضافةُ وقطعُهُ. أي: قوله: "أنا أعلمكم" من أمور الإيمان، فإن زيادة العلم إنما تكون بزيادة المعلومات، وكلما ازدادت المعلومات ازداد المؤمن به، وبزيادة المؤمن به تكون زيادة الإيمان (وأن المعرفة فعل القلب) -بالفتح- عطف على قول النبي ﷺ. ردَّ به على المُرْجئة والكَرّامِيّة القائلين بأن الإيمان مجردُ القول. قال شيخ الإسلام: ورُوي بالكسر. فوجهُهُ ظاهر؛ فمن قال: الكسرُ لا يصحُّ لا رواية ولا درايةً، فقد قال بقَدْرِ علمه. ٢٠ - (محمد بن سَلاَم) -بتخفيف اللام- هو الأشهر (عَبْدة) -بفتح العين وسكون الباء- لَقَبُ عبد الرحمن بن سليمان (إذا أَمَرهم من الأعمال أَمَرهم بما يُطيقون) أي: بما يطيقون المداومةَ عليه (قالوا: إنا لسنا كهيئتِكَ) هيئةُ الشيء: شكلُهُ وصورتُهُ وحالُهُ، قال ابن الأثير: والمعنى: حالُنا في العبادة يُباينُ حالَكَ. بَينُوا ذلك بأنه مغفورٌ له. فلو اقتصر على قليلٍ من العمل، له وَجْهٌ ظاهر. فإن قلتَ: لم يكن له ذنبٌ حتى يُغفر؟ قلتُ: هذه العبارة مأخوذة من كلام الله تعالى، فيؤوَّلُ بارتكابه خلافَ الأولى في بعض الأحيان. كقوله: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ [التوبة: ٤٣] ونظائره. ومن بِدَعِ القول أن المراد ذنبُ قومه نُسِب إليه.

1 / 73