الكوكب الساطع ومعه الجليس الصالح

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
96

الكوكب الساطع ومعه الجليس الصالح

تصانيف

117@ 281- « إلى » للانتها ومعنى في ومع ... ومن وعند ولتبيين تقع (1)

والشرط قليل ، فمن خروجها عن الاستقبال ، وكونها للماضي - كما قال الأخفش - قوله تعالى : (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا ) الآية [ سورة الجمعة آية : 11 ] ، فإنها نزلت بعد الرؤية ، والانفضاض . ومن خروجها عن الاستقبال وكونها للحال قوله تعالى : ( والليل إذا يغشى ) [ سورة الليل آية : 1] ، فإن الغشيان مقارن لليل . ومن خروجها عن الشرطية نحو قولك : « آتيك إذا احمر البسر » ، أي : وقت احمراره .ومن خروجها عن الظرفية ، كما قال ابن مالك قوله صلى الله عليه وسلم : « إني لأعلم إذا كنت راضية عني ... » الحديث . فإن « إذا » مفعول « أعلم » .

( الثاني ) : أن تكون للمفاجأة ، بأن تكون بين جملتين ثانيتهما ابتدائية ، نحو : خرجت فإذا الأسد بالباب ، قال ابن الحاجب : ومعنى المفاجأة حضور الشيء معك في وصف من أوصافك الفعلية .

واختلف في « إذا » حينئذ ، فقيل : حرف ، وقيل : ظرف مكان ، وقيل : ظرف زمان . والله تعالى أعلم.

(1) أشار بهذا البيت إلى أن ( ثامنها ) : « إلى » ، ولها معان :

( أحدهما ) : انتهاء الغاية - وهو أشهر معانيها - زمانا ، نحو : (ثم أتموا الصيام إلى الليل ) [ سورة البقرة آية : 187] . أو مكانا ، نحو : (إلى المسجد الأقصى) [ سورة الإسراء آية : 1 ] .أو غيرهما ، نحو : (والأمر إليك) [ سورة النمل : آية 33] .

( الثاني ) : بمعنى « في » الظرفية ، نحو : ( ليجمعنكم إلى يوم القيامة ) [سورة النساء آية : 87] .

( الثالث ) : بمعنى « مع » ، نحو : ( وأيديكم إلى المرافق ) [ سورة المائدة آية : 6 ] .

( الرابع ) : بمعنى « من » ، كقوله [ من الطويل ]:

تقول وقد عليت بالكور فوقها *** أيسقى فلا يروى إلي ابن أحمرا

صفحة ١١٧