ولو بكت الورق الحمائم شجوها ... بعيني محى أطواقهن انسجامها
وفي كبدي أستغفر الله غلة ... إلى بردتيني عليه لثامها
وبرد رضاب سلسل غير أنه ... إذا شربته النفس زاد هيامها
فيا عجبًا من غلة كلما ارتوت ... من السلسبيل العذب زاد ضرامها
خليلي هل يأتي مع الطيف نحوها ... سلامي كما يأتي إلي سلامها
ألمت بنا في ليلة مكفهرة ... فما سفرت حتى تجلى ظلامها
فأبصر مني الطيف نفسًا أبية ... تيقظها عن عفة ومنامها
إذا كان حظي حيث حل خيالها ... فسيان عندي نأيها ومقامها
وهل نافعي أن يجمع الله بيننا ... بكل مكانٍ وهو صعب مرامها
أرى النفس تستحلي الهوى وهو حتفها ... بعيشك هل يحلو لنفس حمامها
أسيدتي رفقًا بمهجة عاشقٍ ... يعذبها بالبعد عنك غرامها
لك الخير جودي بالجمال فإنه ... سحابة صيف ليس يرجى دوامها
الفاضل المحقق أبي السعود أفندي صاحب التفسير والمفتي بقسطنطنية:
أبعد سليمى مطلب ومرام ... وغير هواها لوعة وغرام
وفوق حماها ملجأ ومثابة ... ودون زراها موقف ومرام وهيهات أن يثنى إلى غير بابها ... عنان المطايا أو يشد حزام
هي الغاية القصوى فإن فات نيلها ... فكل مني الدنيا على حرام
محوت نقوش الجاه عن لوح خاطري ... فأضحى كأن لم يجر فيه قلام
آنست بلأواء الزمان وذله ... فيا عزة الدنيا عليك سلام
إلى كم أعاني تيهها ودلالها؟ ... ألم يأن عنها سلوة وسآم
وقد أخلق الأيام جلباب حسنها ... فأضحت وديباج البهاء رمام
على حين شيب قد ألم بمفرقي ... وعاد دهام الشعر وهو ثغام
1 / 21