الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

الفقيه العزي محمد بن يحيى مداعس ت. 1351 هجري
248

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

وأما المجسمة: فبناء على أصلهم من: أنه تعالى جسم. والجسم يرى بلا نزاع، فلذلك نص أئمتنا عليهم السلام لأنه لا كلام لنا معهم في هذه المسألة.

وأما الأشعرية: فلما وافقونا في أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض كان من حق الكلام أن لا يخالفوا في عدم صحة رؤيته تعالى، لكنهم تركوا هذا الأصل المعلوم إلى أن قالوا: يرى بلا كيف فرارا منهم من لزوم التجسيم، ومثل مقالهم مقال ضرار بن عمرو لما لم يكن المعلوم إلا المدرك بإحدى الحواس الخمس ليس إلا جسما أو عرضا وليس ذلك من مذهبه، ذهب إلى القول: بأنه تعالى يرى في الآخرة بحاسة سادسة والكل فروا إلى فئة غير منيعة واغترار بسراب بقيعة، واتفقوا على أن الرؤية بلا كيف إنما هي في الآخرة وإنما للمؤمنين ثوابا لهم دون الكافرين فيحرمونها عقابا لهم، وخالفهم المجسمة فاثبتوها بالتكييف وفي الدارين وللمؤمنين والكافرين كسائر الأجسام لا تخصيص في رؤيتها بوقت دون وقت ولا شخص دون شخص.

صفحة ٢٧٥