الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

الفقيه العزي محمد بن يحيى مداعس ت. 1351 هجري
207

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

ويستر: من السرور وهو الفرح، قال شيخنا رحمه الله تعالى: ويمكن أن يقال بل الفرح أخص لأنه ورد ذمه والنهي عنه بخلاف السرور بحصول ما يحب، فلم يرد فيه نهي ولا ذم بل رغب الشارع في إدخاله على المؤمن. قال في البحر: والفرح هو السرور الذي تصدر عنه أفعال طرب وقوله تعالى: {ويومئذ يفرح المؤمنون} [الروم:4]، معناه يستر من استعمال المقيد في محل المطلق ووزنه يفتعل برائين أولاهما مكسورة فأدغمت في الأخرى فصار يستر.

ويغتم: من الغم وهو اعتقاد الحي بأن عليه أو على من يحب حصول مضرة أو فوت منفعة، قال القرشي رحمه الله في المنهاج: ويفارق الخوف مفارقة العام للخاص في بعض صوره.

قلت: وهذا غير واضح، والأظهر أن الغم يتعلق بما قد وقع أو سيقع، والخوف يختص بما سيقع في المستقبل.

ويهتم: إن كان بالتاء فهو من الاهتمام وهو التهيؤ للشيء قبل وقوعه ولا يكون إلا فيمن يخشى الفوات، وإن كان من دونها فهو من الهم وهو اشتغال النفس بما سيأتي من مكروه طبعا.

ويظن: من الظن وهو الاعتقاد الراجح لثبوت شيء أو نفيه مع تجويز المرجوح، وإنما يكون فيمن تعذر عليه العلم، وهو قسم من الاعتقاد عند بعض المتكلمين وهو الصحيح، وقيل: بل هو جنس برأسه وحكاه شيخنا رحمه الله عن المؤيد بالله عليه السلام.

ويعزم: من العزم وهو توطين النفس على فعل شيء مع التصميم على ذلك، فإن لم يصحبه تصميم لم يكن عزما، قال شيخنا رحمه الله: ويقال: عزم إذا جد في الأمر والمراد هنا الأول.

قلت: ينظر في الفرق بينهما حتى يصح أن يقال المراد هنا الأول إلا أن يقال المراد بالجد في قوله: إذا جد في الأمر، نقيض الهزل استقام.

قال رحمه الله: والعزم والهم والغم ليست بأعراض مستقلة، وإنما هي من قسم الاعتقاد كما أن المحبة والولاية إرادات واقعة على صفات مختلفة، وكالسخط والغضب كراهتان واقعتان كذلك.

صفحة ٢٣٢