الكشف والبيان
محقق
الإمام أبي محمد بن عاشور
الناشر
دار إحياء التراث العربي
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٢
سنة النشر
هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وقال النضر بن شميل: إِلى ها هنا بمعنى (مع) كقوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ «١»: أي مع نسائكم، وقوله: لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ «٢» وقوله:
مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ «٣» النابغة:
ولا تتركنّي بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطليّ به القار أجرب «٤»
أي مع الناس.
وقال آخر:
ولوح ذراعين في بركة ... إلى جؤجؤ رهل المنكب «٥»
أي مع جؤجؤ.
إِلى شَياطِينِهِمْ: أي رؤسائهم وكبرائهم وقادتهم وكهنتهم.
قال ابن عباس: هم خمسة نفر من اليهود، ولا يكون كاهن إلّا ومعه شيطان تابع له: كعب ابن الأشرف بالمدينة، وأبو بردة في بني أسلم، وعبد الله في جهينة، وعوف بن عامر في بني أسد، وعبد الله بن السّوداء بالشام.
والشيطان: المتمرد العاصي من الجن والإنس، ومن كل شيء، ومنه قيل: للحيّة النضناض «٦»: الشيطان، قال الله تعالى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ «٧» أي الحيات، وتقول العرب: اتّق تلك الدابة فإنّها شيطان.
وفي الحديث: «إذا مرّ الرجل بين يدي أحدكم وهو يمتطي فليمنعه فإن أبى فليقاتله فإنّه شيطان» .
وروي عن النبي ﷺ: إنّه نظر الى رجل يتبع حماما طائرا فقال: «شيطان يتبع شيطانا «٨»»
[٧٤] «٩» .
(١) سورة البقرة: ١٨٧. (٢) سورة النساء: ٢. (٣) آل عمران: ٥٢. (٤) لسان العرب: ١٥/ ٤٣٥. (٥) لسان العرب: ٣/ ١٥٦. (٦) النضناض من الحيّات: التي أخرجت لسانها تحركه، أو التي لا تستقر في مكان، أو التي إذا نهشت قتلت من ساعتها. (٧) سورة الصافات: ٦٥. (٨) وفي بعض المصادر: شيطانه. (٩) مسند أحمد: ٢/ ٣٤٥ كنز العمال: ١٥/ ٢١٨.
1 / 156