الكشف والبيان
محقق
الإمام أبي محمد بن عاشور
الناشر
دار إحياء التراث العربي
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٢
سنة النشر
هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وفراء غرفية أثاي خوارزها ... مشلشل ضيعته فبينها الكتب «١»
ويقال: كتبت البغل، إذا حرمت من سفرتها الخلقة، ومنه قيل للجند كتيبة، وجمعها كتائب.
قال الشاعر:
وكتيبة جاءوا ترفل ... في الحديد لها ذخر
واختلفوا في هذا الْكِتابُ قال ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك ومقاتل:
هو القرآن، وعلى هذا القول يكون (ذلِكَ) بمعنى (هذا) كقول الله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ «٢» أي هذه.
وقال خفاف بن ندبه السلمي:
إن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدا على عين تيممت مالكا «٣»
أقول له الرمح يأطر متنه ... تأمل خفافا إنني أنا ذالكا «٤»
يريد [هذا] .
وروى أبو الضحى عن ابن عباس قال: معناه ذلِكَ الْكِتابُ الذي أخبرتك أن أوجّه إليك.
وقال عطاء بن السائب: ذلِكَ الْكِتابُ الذي وعدتكم يوم الميثاق.
وقال يمان بن رئاب: ذلِكَ الْكِتابُ الذي ذكرته في التوراة والإنجيل.
وقال سعيد بن جبير: هو اللوح المحفوظ.
عكرمة: هو التوراة والإنجيل والكتب المتقدّمة.
وقال الفراء: إنّ الله تعالى وعد نبيه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء ولا يخلق على كثرة الردّ، فلمّا أنزل القرآن قال: هو الكتاب الذي وعدتك.
وقال ابن كيسان: تأويله أنّ الله تعالى أنزل قبل البقرة بضع عشرة سورة «٥» كذّب بكلها المشركون ثم أنزل سورة البقرة بعدها فقال: ذلِكَ الْكِتابُ يعني ما تقدم البقرة من القرآن.
وقيل: ذلِكَ الْكِتابُ الذي كذب به مالك بن الصيف اليهودي.
_________
(١) الصحاح: ١/ ٢٠٨.
(٢) سورة الأنعام: ٨٣.
(٣) لسان العرب: ٣/ ٣٠٢.
(٤) جامع البيان للطبري: ١/ ١٤٣.
(٥) في المخطوط: سورا.
1 / 141