والجواب: أنه لايعاب مذهب من المذاهب بفعل منكر من أحد رجاله،
أو بكذبة يكذبها لأن عيب الفعل والقول على فاعله وقائله لاعلى غيره، والله تعالى يقول: {ولاتزر وازرة وزر أخرى}(1)، ولو كان المذهب يعاب بفساد بعض أهله للزم أن يعاب الإسلام صانه الله وأعزه لأن كثيرا من أهله المنتسبين إليه مفسدون، وهذا باطل لايقوله مسلم، فالتحقيق والإنصاف أنه لايعاب مذهب إلا بمخالفة الحق، لابفساد بعض رجاله، فما بال مقبل يحاول إفساد مذهب المعتزلة بكلمة أبي هاشم عن نفسه، أو برواية أحد المعتزلة لحديث: (( أبرها وأتقاها المعتزلة ))، وهو يعلم أن في أهل مذهب مقبل من روى الروايات المكذوبة المذكورة في (ميزان) الذهبي، و(كامل) ابن عدي، وغيرهما مثل ما روى الذهبي وابن عدي عن حماد بن سلمة وهو من أئمتكم فقد روى الذهبي في (الميزان) عن حماد يرويه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( رأيت ربي جعدا أمرد عليه حلة خضراء ))(2)، وكذا أخرجه ابن عدي(3) من طريق حماد بن سلمة، وأخرج ابن عدي أيضا في ترجمة حماد بن سلمة في الكامل ونقله الذهبي في الميزان من طريق حماد بن سلمة: (( إن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه أو قال رجليه في خصره ))(4)، ولفظ حكاية الذهبي: (( قدميه ورجليه في خضرة ))(5)، وكذا روى من طريق حماد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد ))(6)، فهذا في كتبكم وفي حديث أئمتكم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما يؤدي إلى الشرك.
صفحة ٢٠