والله ما بيني وبين محمد ... إلا امرؤ هاد نماه هادي وقد أورد الهادي عليه السلام أدلته على عقائده في الأصول في كتبه بما فيه كفاية لأهل الإنصاف، وهو إمام زيدية اليمن أولا، وبعده الأئمة والمجتهدون على طريقته، فكيف تقول: دخل علينا البلاء من إيران؟
******
* قال مقبل: كان اليمن ديار سنة رحل المسلمون إلى عبدالرزاق
الصنعاني.
والجواب: هذا غير صحيح بل كان اليمن مضطربا بالخلافات
المذهبية والسياسية، فأما وجود عبد الرزاق الصنعاني في اليمن فلا يدل على أن اليمن سنة، لأن عبدالرزاق يروي عن غير يمنيين، ويروي كثيرا عن معمر الوافد من البصرة إلى اليمن، ولو كان اليمن على مذهبكم لما طلبوا الهادي عليه السلام من الرس إلى اليمن ليطهر اليمن من الفتن والفساد. هذا إذا أردت بقولك: كان اليمن سنة أنه كان اليمن على مذهبكم، فأما إن أردت أنه كان فيه علماء الحديث المحبين لآل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حبا صادقا لامجرد الدعوى، الباغضين لأعداء أهل البيت فلا ننكر ذلك. وقد نسب التشيع إلى عبدالرزاق نفسه(1)، كما كان من المحدثين الشيعة: الحارث بن عبدالله وهو يماني(2)، وقبيلة همدان هي القبيلة المشهورة بالتشيع من عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وناصرته وناصرت الأئمة من بعده، وروي عن علي عليه السلام أنه قال في همدان:
صفحة ١٧