كشف المعانى فى المتشابه من المثانى

بدر الدين بن جماعة ت. 733 هجري
45

كشف المعانى فى المتشابه من المثانى

محقق

الدكتور عبد الجواد خلف

الناشر

دار الوفاء

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠ هـ / ١٩٩٠ م

مكان النشر

المنصورة

وأما آية الأنفال الأولى: فلتناسب ما تقدمها من إبراز الظاهر في قوله: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) فقال: (كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ) الآية. وأما الثانية: فجاءت بعد قوله تعالى: (لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ) الآية. أي: كذبوا بآيات من ربهم بنعمه عليهم التي لا تحصى. فلما ذكر نعمه التي رموا بها ناسب قوله: (بِآيَاتِ رَبِّهِمْ) المنعم عليهم. وكرر ذلك في الأنفال مع قرب العهد: للتنبيه على عقاب الآخرة في الآية الأولى، وعلى عقاب الدنيا في الآية الثانية. ٧١ - مسألة: قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ) الآية. ما فائدة تكرير لفظ التوحيد؟ . أن الأول: منشهود به، والثاني: حكم بما تمت به الشهادة.

1 / 126