كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس
محقق
عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد
الناشر
دارا العاصمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
١١٩٣هـ
سنة النشر
١٢٨٥هـ
تصانيف
العقائد والملل
"بدأ (١) الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" (٢)، وصح عنه ﷺ أنه قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه" قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ "قال: فمن" (٣) .
وقد ذكر تعالى ما وقع من اليهود والنصارى من التغيير للحق والتبديل؛ كما قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون﴾ (٤) الآية، وقال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون﴾ (٥) .
وقد جرى في طوائف من هذه الأمة ما جرى من أهل الكتاب من الشرك بالأخبار والرهبان، وغيرهم من الأموات والغائبين ما لا يخفى على من له بصيرة يعقل بها ما ذكره الله تعالى في كتابه، وما حدث في الأمة من مشابهة اليهود
_________
(١) في هامش "م": "قوله بدأ بالتحريك قاله المصنف".
(٢) أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا:
(ح/١٤٥) من حديث أبي هريرة.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام باب قول النبي ﷺ لتتبعن سنن من كان قبلكم:
(ح/٧٣٢٠)، ومسلم كتاب العلم باب اتباع سنة اليهود والنصارى: (ح/٢٦٦٩)
من حديث أبي سعيد الخدري. دون قوله "حذو القذة بالقذة.." وبهذا اللفظ
أخرجه الإمام أحمد في مسنده: (٤/١٢٥) .
(٤) سورة المائدة، الآية: ٧٨. زاد في "م" و"ش": ﴿كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوه ...﴾ الآية".
(٥) سورة التوبة، الآيات: ٣٠-٣٢.
1 / 178