..........
أحدهما على الآخر ولا ينقص عنه.
القسم الثاني: اللفظ الناقص عن المعنى، فإن لم يخل بالمقصود، فهو الإيجاز، وإن أخل، فهو التقصير.
مثال التقصير لا يوجد في القرآن، بل في الكلام والأشعار، كقول أبي تمام:
أعطيتني دية القتيل وليس لي
عقل ولا حق عليك قديم (1)
أراد: وليس لي حق عليك، فأخل بالمعنى، هكذا ذكره أهل المعاني والبيان.
وكقول البحتري:
للشيء وقت وإبان وليس نرى
يوما لنائله وقتا وإبانا [1]
أراد أن يمدحه بكثرة النائل، فقصر اللفظ عن المعنى، فانقلب المدح ذما، لأنه جحد أن يرى لنائله وقتا من الزمان، وما ليس له وقت فهو معدوم، ولهذا احترز المتنبي من هذا التقصير، فتمم المعنى بقوله:
وواهب كل وقت وقت نائله
وربما وهب الوهاب أحيانا (2)
وأما الإيجاز فهو ضربان:
أحدهما: إيجاز القصر، وهو أن تكون المعاني الكثيرة مقصورة في
صفحة ١٠