..........
الأمر، وإيذانا بأن المقام يقتضي التأكيد، لأن الإرسال إلى مثل فرعون يؤذن بتلقي المكاره والشدائد المقتضي لتأكيد طلب انشراح الصدر وتيسير الأمر.
ومن الإطناب: التكرار لنكتة، كتأكيد (1) الإنذار في قوله تعالى كلا سوف تعلمون. ثم كلا سوف تعلمون (2) وفي ثم دلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ وأشد من الإنذار الأول.
وقد يكون التكرار لتعدد المتعلق بتكريره، كقوله تعالى فبأي آلاء ربكما تكذبان (3) لأنه تعالى ذكر نعمة بعد نعمة، وعقب كل نعمة بهذا القول، ومن المعلوم أن ذكره عقيب كل نعمة يدل على تغاير الأغراض بتغاير النعم.
ومثله قوله تعالى ويل يومئذ للمكذبين (4) لأنه ذكر قصصا مختلفة، وأتبع كل قصة بهذا القول، فصار كأنه قال: ويل يومئذ للمكذبين بهذه القصة.
ومن الإطناب: التوسع في الكلام، وهو أن يأتي بعجز الكلام بمثنى مفسر باسمين أحدهما معطوف على الآخر، كما جاء في الحديث «يشيب ابن آدم ويشب فيه خصلتان: الحرص وطول الأمل» (5).
صفحة ١٦