طائفة ويعرض عن الآخرين كأنهم أهل صلة أخرى وإن كانوا قد يكونون أولى بالله ورسوله في كثير مما يعرض عنهم فيه هذا وكتابهم واحد ودينهم واحد ونبيهم واحد. انتهى. فتبين أن الاختلاف الواقع إنما كان بين اتباع الأئمة الأربعة أما في اختلاف التنوع ويكون سببه تارة فساد النية لما في النفوس من البغي والحسد وإرادة العلو في الأرض ونحو ذلك فيجب لذلك ذم قول غيره أو فعله أو غلبته التميز أو يحب قول من يوافقه في نسب أو مذهب أو بلد أو صداقة ونحو ذلك لما في قيام قوله من حصول الشرف لهما لهما والرياسة، وما أكثر هذا في بني ىدم "وهذا ظلم" ويكون سببه تارة جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعون فيه والجهل بالدليل الذي يرشد به أحدهما الآخر أو جهل أدهما بما مع الآخر من الحق في الحكم أو في الدليل، وإن كان عالمًا بما مع نفسه من الحق حكمًا ودليلًا والجهل والظلم هما أصل كل شر، كما قال ﷾: ﴿وَحمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًَا جَهُولًا﴾ انتهى.
فهل يقول من يؤمن بالله واليوم الآخر أو من له أدنى معرفة أو إلمام بالعلوم الشرعية أن ما وقع في نفوس بعضهم من الجهل بين المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعان فيه والجهل بالدليل الذي يرشد به أحدهما الآخر وجهل أحدهما بما مع الآخر من الحق في الحكم أو في الدليل، أن أصل هذا الاختلاف كله مأخوذ عن الأئمة الأربعة وبواسطتهم إلى النبي –ﷺ سبحانك هذا بهتان عظيم وأما اختلاف التضاد فلم يقع ذلك بين الأئمة الأربعة فيما نعلم، وإنما يقع بين اتباع الأئمة، كما يكون ذلك مثلًا في أوصاف الله سبحانه وأفعاله القائمة بذاته، فبعضهم يثبت