ثم كثر ذلك وعم وانتشر في زمننا، حتى عاد ذلك هو المتظاهر به، وذلك لقوة الشؤكة، وكثرت 1) الغلبة، وصار مذهب هذا الرجل الذي فيه هذا الذم يفتخر به، حتى إن غالبهم يكتب: الشافعي مذهبا الآشعري معتقدا. ومنهم من يكتب: الشافعي الأشعرىي. وغالبهم يقول: كل شافعى ليس بأشعري فليس بشافعي. وصار غالب أرباب المذاهب من الحنفية والمالكية ينتسب إليه أيضا.
وكنث مرة عند رجل من أكابر الحنفية، فدخل رجل آخر ين الحنفية ، وقال: الشيخ رجل مليح أشعري الاعتقاد. أو قال: أشعري. فقال له ذلك الرجل: لأتي شيء قلت: أشعري؟ فقال: لأن الاعتقاد الصحيح إنما ينسب إلى الأ شعري.
فالله الله، فوالله قد كذب علي، وأنا بريء من قوله، لا أكون عليه إلا أن يزول عقلي، أو يذهب ديني، فالله الله في التمسك بالكتاب والسنة، وترك بدع المبتدعين المضلين، اللهم ثجتنا على الكتاب والشنة، ونجنا من البدع المضلة، واختم لنا منك بخير في عافية، يا أرحم الراحمين.
فرغ منه مؤلفه وجامعه يوسف بن حسن بن عبد الهادي، وكان وضمه في بعض يوم، وهو يوم الخميس ثاني عشر شهر ذي القعدة الحرام سنة ست وسبعين وثمانمائة، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
صفحة ١٥٣