قال: وفي أخبار بنى إسرائيل: أن رجلا أظهر بدعة ثم تاب منها، فأوحى الله علك إلى نبح ذلك الوقت: «قل لفلان: ثبت أنت من بدعتك؛ فكيف بمن أضللت؟1»(1).
قال: والناس في التوبة على ضروب؛ فمن تاب من ذنب يختص به وحده، فإن الله قجلك يتوب عليه ويقبل ذلك منه.
ومن تاب من ذنب يتعلق بغيره، يكون ذلك الذنب بدعة اعتقدها غيوه، أو ذنبا فعله غيره من أجله كان هو السبب لذنبه، لا تصيح منه توبة إلا أن يتوب هو، ويقلع غيرآه عن ذنبه الذي أذنبه من أجله، وإلا لا تصتح له توبة ابدا.
وأما اعتقاد البدعة فما يتاب منه، ولا يرجع عنه، والبدعة لا يرجع صاحبها عنها، ولا يعتقد البدع قط أنه كان على باطل -أو قال: ضلال- وهذاشيء ما رأيناه قط في العالم من توبة بدعي إمام في البدعة التي دعا إليها، فجادلي عنها، مخاصم دونها.
قال: وقال بعض العلماء بالبصرة وقد قيل له: فلان تاب من بدعته. قال: آمن بلسانه وگفر بقلبه، يعيش ثنافقا ويموت كافرا.
قال: وللأشعري -لعنه الله وأخزاه- كتاب في الشنة، قد جكله أصحايه وقاية لهم من أهل السنة، يلقؤن به العوام من أصحابنا، سماه كتاب
صفحة ١١٠