كشف الأسرار في حكم الطيور والأزهار

عز الدين المقدسي ت. 678 هجري
50

كشف الأسرار في حكم الطيور والأزهار

محقق

علاء عبد الوهاب محمد

الناشر

دار الفضيلة

مكان النشر

القاهرة

إلى مقام التمكين، لأن المتلون الخائف، يدهش عند تشعشع أنوار المعارف، والمتمكن العارف، من يثبت عند شهود أسرار اللطائف، وإنما عدم تمكنى في تلوينى، لأنى مخلوق ناقص الحقوق، بالنهار أستر نقصى باستتارى، وبالليل أناجى الحبيب بانكسارى، فيجود بغناه على فقرى، وبفضله على احتقارى، فأول ما جبر به كسرى، ورحم به فقرى، أن جعل الليل خلوتى، ومع أحبابه حضرتى، وإليه لا إلى سواه نظرتي، فإذا انقضت خلوة الليل أغمضت عينى بالنهار، كي لا أنظر إلى الأغيار، وحق لمن سهر الليل أن ينام بالنهار، وقبيح على عين تمتعت برؤياه، أن تنظر إلى ما سواه، وفي ذلك أقول: أَيَجْملُ أَنْ تَهْوَى هَوَاهُ وَتَدّعى ... سِوَاه وَمَا فِى الكَوْنِ يُعْشَقُ إِلاّ هُو قَبِيحٌ عَلَى قَلْبٍ يَذُوبُ صَبَابَةً ... بِحُبٍّ لَهُ في الكَوْنِ مَثلٌ وَأَشْباهُ إِذَا كَانَ مَنْ تَهْواهُ في الحُسْنِ وَاحِدًافَكُنْ وَاحدًا فٍى العِشْقِ إِنْ كُنْتَ تَهُوَاهُ فقلت: تالله لقد فاز أهل الخلوات، وامتاز أهل الصلوات، ومنع من الجواز أهل الغفلات، فافهم الإشارات.

1 / 91