دعيت له اليوم لأجبت ما أحب أن نقضته ولي حمر النعم على أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر وأن نأخذ للمظلوم من الظالم).
قوله: (حلفًا) جمع حليف. وأصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والإنفاق. فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات، فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله ﷺ: (لا حلف في الإسلام) وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم، وصلة الأرحام فذلك الذي قال فيه ﷺ: (وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة).
وهذا التحالف كان قبل أن يبعث النبي ﷺ فرآه واجبًا عليه إذ كان من الفرائض (التي) بعث بها. والله أعلم.
أخبرنا شيخنا الحافظ شمس الدين شيخ القراء المجودين أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن الجزري بقراءتي عليه قال: أخبرنا القاضي الرئيس عماد الدين محمد بن موسى بن سليمان الأنصاري. قال أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد السعدي. قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر البغدادي، والعلامة أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري. قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن أحمد البرمكي الفقيه. قال: أبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي قال: حدثنا أبو سليمان إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا حميد، عن أنس ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا. قال: قلت: يا رسول الله أنصره مظلومًا فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: تمنعه عن الظلم فذلك نصره إياه).
ورواه البخاري، وأحمد، والترمذي، وغيرهم من حديث أنس -أيضًا- بلفظ: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا. فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلومًا أفرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو قال: تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره".