يوستينوس الشهيد (105-165)
وولد في نابلس في مستهل القرن الثاني من أبوين وثنيين يونانيين، يوستينوس الفيلسوف القديس الشهيد، فنشأ نشأة وثنية، وطلب الحقيقة عند الرواقيين فالأكاديميين فالفيثاغوريين فلم يرتو، ثم استوقفته الأفلاطونية مدة من الزمن، فلم يجد فيها مطلبه، وظل يتوق لمعرفة الخير الأعظم والحق الأسمى، فصادف عند شاطئ البحر رجلا شيخا كلمه فيما كان يبحث عنه، وأرشده إلى الأسفار المقدسة، وأكد له أنه لا يمكنه الوصول إلى ما تمنى «إلا إذا وهبه الله ومسيحه النور السماوي»، ثم غاب عنه واختفى، فثابر يوستينوس على قراءة النبوات والإنجيل، ووجد ضالته فيها، وتقبل النعمة بالمعمودية في الثلاثين من عمره، وشاهد المؤمنين يحتقرون الزمنيات ويتقبلون الموت بلا خوف أو جزع؛ فزاده ذلك إيمانا، وجعل يبتعد عن العالم، فقبل الكهنوت وانطلق يرشد ويعلم،
40
ونفخ في الفلسفة اليونانية روحا مسيحية فكان أول الفلاسفة المسيحيين،
41
وقال بوجوب مشاركة الغير فيما وجد لنفسه، واعتبر امتناعه عن ذلك خطيئة توجب العقاب، فجال في الأرض يبشر بالإنجيل لخلاص النفوس،
42
وما فتئ يجول ويطوف حتى وصل إلى رومة، فاستقر فيها معلما.
وأدى إخلاصه وورعه إلى الدفاع عن الدين القويم فصنف كثيرا، ولم يبق من مصنفاته سوى الأبولوغيتين الأولى والثانية والذيالوغوس، والأبولوغية الأولى موجهة إلى الإمبراطور أنطونينوس بيوس ما بين السنة 148 والسنة 161،
43
صفحة غير معروفة