الكامل في للغة والأدب

المبرد ت. 285 هجري
86

الكامل في للغة والأدب

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار الفكر العربي

رقم الإصدار

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٧ م

مكان النشر

القاهرة

لا أقرب البيت أحبو من مؤخره ... ولا أكسر في ابن العم أظفاري إن يحجب الله أبصارًا أراقبها ... فقد يرى الله حال المدلج الساري وقوله: لا أقرب البيت أحبو من مؤخره يقول: لا آتيه لريبةٍ. ومثل ذلك قوول الشاعر١: ولست بصادرٍ من بيت جاري ... كفعل العير غمره الورود يقول: لا أخرج خروج الخائف، لأنه إنما يقال: تغمر الشارب إذا لم يرو، ويقال للقدح الصغير: الغمر من هذا. وقوله: ولا أكسر في ابن العم أظفاري يقول: لا أغتابه، وهذا مثلٌ كما قال الحطيئة: ملوا قراه وهرته كلابهم ... وجرحوه بأنياب وأضراس وقوله: فقد يرى الله حال المدلج الساري فالمدلج: الذي يسير من أول الليل، يقال: أدلجت، أي سرت من أول الليل، وأدلجت: أي سرت في السحر، قال زهير: بكرن بكورًا وادلجن بسحرةٍ ٢ والسرى لا يكون إلا سير الليل، قال الله ﷿: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ ٣ من قولك أسريت، وهي اللغة القرشية، وغيرهم من العرب يقول سريت، وقد جاء هذه اللغة في القرآن، قال الله ﷿: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ ٤ فهذا من سرى،

١زيادات ر: "وهو عقيل بن علفة"، والبيت من كلمه له في حماسه أبى تمام (١٥٢،١٥١:١) - طبعة الرافعي. ٢ رواية الديوان ١٠: "واستحرن بسحرة"، وبقيته: فهن ووادى الرس كاليد في الفم ٣ سورة الحجر ٦٥. ٤ سورة الفجر ٤.

1 / 89