الكامل في للغة والأدب
محقق
محمد أبو الفضل إبراهيم
الناشر
دار الفكر العربي
رقم الإصدار
الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ
سنة النشر
١٩٩٧ م
مكان النشر
القاهرة
ولما التقى الصفان واختلف القنا ... نهالا وأسباب المنايا نهالها
تبين لي أن القماءة ذلة ... وأن أشداء الرجال طوالها
دعوا: يا لسعد وانتمينا اطيىء ... أسود الشرى إقدامها ونزالها١
قوله: "نهالًا" يريد أنها قد وردت الدم مرة ولم تثن، وذلك أن الناهل الذي يشرب أول شربة، فإذا شرب ثانية فهو عال، يقال: سقاه علًا بعد نهل، وعللًا بعد نهل وفي المثل: "سمته سوم عالة" إذا عرضت عليه عرضًا يستحيي من أن يقبل معه، والعالة لا حاجة بها إلى الشرب، وإنما يعرض عليها تعزيزًا. قال: "وأسباب المنايا نهالها"، أي أول ما يقع منها يكون سببًا لما بعده، وأنشدني غير واحد:
وأن أشداء الرجال طيالها
وليس هذا بالجيد، وإنما قلب الواو ياء لوقوعها بين كسرة وألف كقولهم: ثياب، وحياض، وسياط، والواحد ثوب، وحوض، وسوط: وهذا جيد، لكون الواو في الواحد، فأما في مثل طوال، فإنما يجوز على التشبيه بهذا، وليس بجيد لتحرك الواو في الواحد. وأنشدني مسعود بن بشرالمازني:
لهم أوجه بيض حسان وأذرع ... طيال ومن سيما الملوك نجار٢
ومجاز هذا في النحو على ما وصفت لك.
_________
١ حاشية الأصل: "ذكر أبو رياش في شرح الحماسة أن هذا الشعتر لأنيف بن حكيم النبهاني" وانظر شرح التبريزي ١٨٩:١.
٢ النجار: الأصل.
العرب تمدح الطول والعرب تمدح بالطول، وتضع من القصر، فلا يذكره منهم إلامحتج عن نفسه، ولا يمدح به غيره، قال عنترة: بطل كأنٌ ثيابه في سرحة ... يحذى نعال السبت ليس بتوأم١ يقول: لم يشارك في الرحم، وقال جرير: تعالوا ففاتونا ففي الحكم مقنع ... إلى الغر من أهل البطاح الأكارم٢ فإني لأرضى عبد شمس وماقضت ... وأرضى الطوال البيض من آل هاشم _________ ١ السبت: الجلد المبوغ بالقرظ. ٢ فاتونا: حاكمونا.
العرب تمدح الطول والعرب تمدح بالطول، وتضع من القصر، فلا يذكره منهم إلامحتج عن نفسه، ولا يمدح به غيره، قال عنترة: بطل كأنٌ ثيابه في سرحة ... يحذى نعال السبت ليس بتوأم١ يقول: لم يشارك في الرحم، وقال جرير: تعالوا ففاتونا ففي الحكم مقنع ... إلى الغر من أهل البطاح الأكارم٢ فإني لأرضى عبد شمس وماقضت ... وأرضى الطوال البيض من آل هاشم _________ ١ السبت: الجلد المبوغ بالقرظ. ٢ فاتونا: حاكمونا.
1 / 79