هؤلاء القوم على باطلهم، وفشلكم عن حقكم، حتى أصبحتم غرضًا ترمون ولا ترمون، ويغار عليكم ولا تغيرون، ويعصى الله ﷿ فيكم وترضون. إذا قلت لكم: اغزوهم في الشتاء قلتم: هذا أوان قر وصر، ةإن قلت لكم: إزوهم في الصيف قلتم: هذه حمارة القيظ، إنظرنا ينصرم الحر عنا. فإذا كنتم من الحر والبرد تفرون، فإنتم من السيف أفر، يا أشباه الرجال ولا رجال ولا طغام الأحلام، ويا عقول ربات الحجال، والله لقد أفسدتم علي رأيي بالعصيان، ولقد ملأتم جوفي غيظا، حتى قالت قريش: ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لارأي له في الحرب. لله درهم ومن ذا يكون أعلم بها مني، أو أشد لها مراسًا فوالله لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، ولقد نيفت اليوم على الستين. ولكن لا رأي لمن لا يطاع يقولها ثلاثًا فقام إليه رجل ومعه أخوه١، فقال: ياأمير المؤمنين، أنا وأخي هذا كما قال الله ﷿: ﴿رَبِّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي﴾ ٢ فمرنا بأمرك، فوالله لننتهين إليه، ولو حال بيننا وبينه جمر الغضا، وشوك القتاد. فدعا لهما بخير، ثم قال: وأين تقعان مما أريد ثم نزل.
قال أبو العباس: قوله: "سيما الخسف"، قال: هكذا حدثوناه، وأظنه"سيم الخسف" يا هذا، من قول الله ﷿: ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ﴾ ٣ ومعنى قوله: سيما الخسف تأويله علامة، هذا أصل ذا، قال الله ﷿: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ ٤، وقال ﷿: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ ٥
_________
١ زيادات ر: "الرجل وأخوه يعرفان بابني عفيف من الأنصار" وفي حاشية الأصل: "هو جندب بن عفيف، وأخوه من الأزد".
٢ سورة المائدة ٢٥.
٣ سورة البقرة ٤٩.
٤ سورة الفتح ٢٩.
٥ سورة الرحمن ٤١.
1 / 21