149

الكامل في للغة والأدب

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار الفكر العربي

رقم الإصدار

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٧ م

مكان النشر

القاهرة

سقاها ذوو الأرحام سجلًاعلى الظما ... وقد كربت أعناقها أن تقطعا بفضل سجال لو سقوا من مشى بها ... على الأرض أرواهم جميعاٌ وأشبعا فضمت بأيديها على فضل مائها ... من الري لما أوشكت أن تضلعا وزهدها أن تفعل الخير في الغنى ... مقاساتها من قبله الفقر جوعا وقال أبو وجزة: راحت رواحاٌ قلوصي وهي حامدة ... آل الزبير ولم تعدل بهم أحدا راحت بستين وسقاٌ في حقيبتها ... ما حملت حملها الأدنى ولا السددا ما إن رأريت قلوصاٌ قبلها حملت ... ستين وسقاٌ ولا جابت به بلدا ذاك القرى، لاقرى قوم رأيتهم ... يقرون ضيفهم الملوية الجددا أما قول أبي زيد لإبراهيم: "مدحت عروقاٌ للندى مصت الثرى....حديثاٌ.. " فإنما عنى أن إبراهيم وأخاه محمدًا إنما تطمعا بالعيش، ودخلا في النعمة، وخرجا من حد السوق إلى حد الملوك حديثًا، وذلك بهشام بن عبد الملك لأنهما كانا خاليه، وإنما ولاهما عن خمول. وقوله: "فلم تهمهم بأن تتزعزعا"، فإنما هذا مثل: يقال: فلان يهتزللندى، ويرتاح لفعل الخير كما قال متمم بن نويرة: تراه كنصل السيف يهتز للندى ... إذا لم تجد عند امرىء السوء مطمعا وتأويل ذلك أنه يتحرك سرور لفعل الخير.
لأبي رباط في ابنه قال أبو العباس: وأنشدني التوزي لأبي رباط، يقول لابنه: رأيت رباطًا حين تم شبابه ... وولى شبابي ليس في بره عتب١

١ أي بر خالص لا عتب فيه ولا لوم.

1 / 152