الكامل في للغة والأدب

المبرد ت. 285 هجري
111

الكامل في للغة والأدب

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار الفكر العربي

رقم الإصدار

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٧ م

مكان النشر

القاهرة

يقول: لم يسق غيلًا، وقال رسول اله ﷺ: "هممت أن أنهى أمتي عن الغيلة حتى علمت أن فارس والروم تفعل ذلك بأولادها، فلا تضير أولادها". والغيلة: أن ترضع المرأة وهي حامل، أو ترضع وهي تغشى. ويزعم أهل الطب من العرب والعجم أن ذلك اللبن داءٌ. وقالت أم تأبط شرًا: والله ما حملته تضعًا - ووضعًا أيضأً - ولا وضعته تينًا، ولا سقيته غيلًا، ولا أبته مئقًا. وقال الأصمعي: ولا أبته على مأقةٍ. قولها: "ما حملته تضعًا"، يقال إذا حملت المرأة عند مقتبل الحيض: حملته وضعًا وتضعًا، وإذا خرجت رجلًا المولود من قبل رأسه قيل: وضعته يتنًا قال الشاعر: فجاءت به يتنًا يجر مشيمة١ ... تسابق رجلاه هناك الأناملا ويقال للرجل إذا قلب الشيء عن جهته: جاء به يتنًا قال عيسى بن عمر: سألت ذا الرمة عن مسألة، فقال لي: أتعرف اليتن؟ قلت: نعم، قال: فمسألتك هذه يتن. قال: وكنت قد قلت الكلام. والغيل ما فسرناه. وأما قولها: ولا أبته مئقًا، تقول: لن أبته مغيظًا: وذلك أن الخرقاء تبيت ولدها جائعًا مغمومًا، لحاجته إلى الرضاع، ثم تحركه في مهده حتى يغلبه الدوار فينومه: والكيسة تشبعه وتغنيه في مهده، فيسري ذلك الفرح في بدنه من الشبع كما سرى ذلك الغم والجوع في بدن الآخر. ومن أمثال العرب: "أنا تئق، وصاحبي مئق، فكيف نتفق؟ التئق: المملوء غيظًا وغضبًا، والمئق: القليل الا حتمال، فلا يقع الاتفاق.

١ المشيمة: ما يكون فيه الولد.

1 / 114