الجيم
محقق
إبراهيم الأبياري
الناشر
الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية
مكان النشر
القاهرة
فزعم أن الأسد تأمَّر فملك كل شيء من دواب الوحش، فلما ملكها سمعن وأطعن، إلا الضَّبَّ، أرسل إليه فأبى؛ قال من يأتيني به وله الحكم؛ قال الثعلب: أنا بخدعي، قال الضبع: وأنا بحيلتي؛ قال: فاذهبا فأتياني به. فلما خرجا، قال الثعلب للضبع: حيلتك يا ضبع؛ قالت: حيلتي أن تضربني وتغصبني تمرتي؛ قالت: فأُخاصمك إلى الضَّبِّ. قال: ففعل ذلك بها، فأقبلت، والضَّبُّ منبطح على سند شجرته، فلما دنوا منه وخافا أن ينحجر، قالا: يا أبا حسل، إنا نختصم إليك فانتظرنا، فانحجر في جحره، فقال: في بيته يؤتى الحكم. فأزفا إلى بابه، فقال: قصتك يا ضبع؟ قالت: كانت لي تمرة؛ قال: حلوًا جنيت. قالت: فاختلسها الثعلب، فلطمته فلطمني؛ قال: حُرٌّ انتصر. فرجعا فلم يُغنيا شيئا.
وكان الضَّبُّ إذا ولد يُحذِّر ولده الإنسان، فيقول: احذر الحرش يا بني.
قال: فبينما هو ذات يوم في قلعة هو وابنه، إذ وجد الإنسان أثر الضَّبِّ في القلعة، قال: فأخذ الإنسان مرداة ففلق القلعة رديا، فقال: يا أبت، الحرش هذا؟ قال: يا بني هذا أجلُّ من الحرش. فأذهبها مثلًا.
وقال: إذا ضربوا مثلًا للذليل: ما صاروا لهم إلا مثل المراغة، أو كعرفجة الضَّبِّ التي تتذلل.
وقال: الحرّاش: الأسود السالخ، وإنما سمي: الحراش، لأنه يحرش الضباب.
وقال: قد أحرش الضب، وهو أن يدنو ويضرب بذنبه ويفحَّ.
وقال: كعابير ذنب الضبِّ: العقد التي فيه.
وقال: ذنب عجارد؛ أي: غليظ.
قال: شبكة الضِّباب، وهي أن تكون في مكان جماعة.
1 / 73