الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
الناشر
دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
مكان النشر
الرياض
أو يعدو تراقيهم، يَمرقون من الإسلام، كما يَمرُقُ السهمُ من الرميَّة لا يعودون في الإسلام، حتى يعود السهمُ على فُوقهِ، طوبى لمن قَتَلهم أو قتلوهُ " روى هذا الحديث أبو أُمامةَ صُديُّ بن عجلان الباهليُّ صاحبُ النبيِّ ﷺ. ورواهُ عن أبي أُمامة أبو غالب حَزَوَّرُ. وروى عن أبي غالب سفيان بن عُيينةَ وحماد بن زيد، كذا قال مُسلم في الكنى، وقال غيرُه: وروى عن غالب أزهرُ بن صالح هذا الحديث في كتاب الشريعة للآجُريِّ. وروى سفيانُ بن عُيينة عن معمر ابن طاووس، عن أبيه قال: ذُكر لابن عباس الخوارج، وما يُصيبهم عند قراءة القرآن، فقال: يؤمنون بمُحكمه، ويَضلُّون عند مُتشابههِ وقرأ:) وما يعلم تأويلهُ إلا الهُ والراسخون في العلم يقولون: آمنَّا بهِ، كلٌّ من عند ربِّنا (. وروى سفيان أيضًا عن عبد اله بن أبي يزيد قال: سمعتُ ابن عباس، وذُكر الخوارجُ، فقال: حيارى سُكارى ليسُوا بيهود ولا نصارى.
وروى أن عليًا ﵁ تُليَ بحضرته، " قُل: نُنبِّئكُم بالأخسرين أعمالًا الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يَحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا ". فقال علي: أهلُ حَروراءَ منهم. وروى بُكيرُ بن عبد الله بن الأشجِّ عن بسر بن سعيدٍ عن عُبيد الله بن أبي رافع مولى أم سلمة أن الحرورية لما خرجوا، وهم مع علي بن أبي طالب ﵁، قالوا: لا حكم إلا لله. فقال عليٌّ: أجلْ كلمةُ حقٍّ أُريد بها باطل. وكان أبو بلال مرداس بن حُدير أخو عروة مجتهدًا كثير الصواب في لفظه، وكان قد شَهد صفِّين مع علي بن أبي طالب ﵇، وأنكر التحكيم، كما أنكرهُ أخوه عروةُ، وشهد النهر، ونجا. وكان ابن زياد حبَسهُ. فلما خَرج من حبسهِ خَرج عليه في أربعين رجلًا، فوجَّه إليهم ابنُ زياد أسلم بن
1 / 183