الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

البري ت. 645 هجري
133

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

الناشر

دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

مكان النشر

الرياض

ومنهم أبو الطُّفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عُمير بن حُميس بن جُديِّ بن سعد بن ليث، ولد عام أحدٍ، وأدرك من حياة النبيِّ ﷺ ثماني سنين. نزل الكوفة، وصحب عليًا ﵁ في مشاهد كلَّها، فلما قُتل علي انصرف إلى مكة، فاقام بها حتى سنة مئة، وهو آخر من مات ممَّن رأى النبيَّ ﵇. روى حماد بن زيد عن سعيدٍ الجُريريِّ، عن أبى الطُّفيل قال: ما على وجه الأرض اليوم رجل رأى النبيَّ ﵇ غيري. وروى إسماعيل بن إسحاق القاضي عن عليِّ بن المدينيِّ عن سُليم بن أخضر، عن الجُريريِّ سمعه يقول: كنت أطوف بالبيت مع أبى الطُّفيل، فيحدِّثني وأحدِّثُه. فقال لي: ما بَقي على وجهِ الأرض عين تطرف رأى النبيَّ ﵇ غيري. قال علي: ومات بمكة. وكان أبو الطُّفيل شاعرًا مُحسنًا. وهو القائلُ: أيدعونني شيخًا وقد عشتُ حِقْبةً ... وهنَّ من الأَزواج نحوي نوازعُ وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... عليَّ، ولكن شَيَّبتْني الوقائع وهذا من جيد الشعر. وذكره ابن أبي خيثمة في شعراء الصحابة. وكان فاضلًا، عاقلًا، حاضر الجواب. وكان يتشيَّع في علي ﵁، ويُفضله ويثني على الشيخين أبي بكر وعمر ﵄، ويترحَّم على عثمان ﵁. ودخل أبو الطُّفيل يومًا على معاوية. فقال له: كيف وجدُك علي خليلك أبى الحسن؟ قال: كوجْدِ أمِّ موسى على موسى، وأشكو إلى الله التَّقصير. وقال معاويةُ يومًا: كنت فيمن حضر قتل عثمان؟ قال: لا، ولكني كنت فيمن حضره. قال فما منعك من تصرهِ؟ قال: وأنت ما منعك من نصره إذ

1 / 147