305

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

تصانيف

وحكي عن بعض المشايخ أنه حج ماشيا فقيل له في ذلك فقال العبد الآبق يأتي إلى بيت مولاه راكبا لو قدرت أن أمشي على رأسي ما مشيت على قدمي قال عياض وجدير لمواطن عمرت بالوحي والتنزيل

وتردد فيها جبريل وميكائيل

وعرجت منها الملائكة والروح

وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح

واشتملت ربتها على جسد سيد البشر وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر مدارس آيات ومساجد وصلوات ومشاهد الفضائل والخيرات ومعاهد البراهين والمعجزات ان تعظم عرصاتها وتتنسم نفحاتها وتقبل ربوعها وجدراتها

... يا دار خير المرسلين ومن به ... هدي الأنام خص بالآيات ...

... عندي لأجلك لوعة وصبابة ... وتشوق متوقد الجمرات ...

الآبيات انتهى من الشفا

وقوله سبحانه ومن قوم موسى أمة يهدون أي يرشدون أنفسهم وهذا الكلام يحتمل أن يريد به وصف المؤمنين منهم على عهد موسى وما والاه من الزمن فأخبر سبحانه أنه كان في بني إسرائيل على عتوهم وخلافهم من اهتدى واتقى وعدل ويحتمل أن يريد الجماعة التي آمنت بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل على جهة الاستجلاب لإيمان جميعهم وقوله أسباطا بدل من اثنتي والتمييز الذي بين العدد محذوف تقديره اثنتي عشرة فرقة أو قطعة أسباطا

وقوله سبحانه وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن أضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام الآية انبجست بمعنى انفجرت وقد تقدم الكلام على هذه المعاني في البقرة

صفحة ٦١