وإذا سخر الإله أناسا ... ... لسعيد فإنهم سعداء
... وقلت في ذلك، وإن لم أكن هنالك:
زار خير الأنام خير همام ... قد تسمى شعبان وهو ربيع
عم جيران أحمد بنوال ... ... دون ذاك النوال خصب مريع
جاء بالجوهر الثمين لطه ... من وزير وهو الجناب المنيع
مصطفى المجد والندى والمعالي ... وسلحدار نعمة لا تضيع
ياله جوهرا تسامى وسامى ... بمقام فيه الثناء يضوع
عند وجه النبي قد وضعوه ... فغدا وهو مشرق ولوع
كان هذا في عام سبع وألف ... وتمام النظام فيه بديع
... وبالجملة؛ فإن هذا الحجر الميمون مما زان، وأزان، وصار أثرا حسنا يبقى - إن شاء الله تعالى - على مر الزمان.
وإذا الدر زان حسن وجوه ... كان الدر حسن وجهك زينا
وتزيدن أطيب الطيب حسنا ... إن لمسته، أين مثلك أينا؟!
... وما أحسن ما قال في غير هذا المجال:
أقول والدر على جيدها ... يزهو بما فيها من الزين
ما علق الجوهر في نحرها ... إلا لما يخشى من العين
... مسألة:
... قال العلامة ابن حجر في كتابه: ((الجوهر المنظم)) في زيارة القبر المعظم: النظر إلى الحجرة المعطرة، والقبة الشريفة عبادة، كالنظر إلى الكعبة المشرفة.
... بمعنى: أن الناظر إليها يثاب عليها حيث ورد، كما رواه أبو الشيخ عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعا: ((النظر إلى الكعبة عبادة))
وروى الطبراني والحاكم: ((النظر إلى علي عبادة)).
... قيل: معناه إن عليا كان إذا برز قال الناس: لا إله إلا الله، ما أشرف هذا الفتى ! لا إله إلا الله، ما أعلم هذا الفتى ! لا إله إلا الله، ما أكرم هذا الفتى، لا إله إلا الله، ما أشجع هذا الفتى ! فكانت رؤيته تحملهم على كلمة التوحيد. كذا في ((النهاية)).
... والحاصل: أن كل ما يكون النظر إليه يدل على الحق فهو عبادة، كما روي: أن أولياء الله تعالى هم الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى وتبارك.
صفحة ٤٥