وإني إذا لم أجتمع بجنابه ... ... أمر على أبوابه فأسلم ... وأشكره على نعمة الجوار، وجار الدار أحق بدار الجار.
والجار محسوب على جيرانه ... جار الكريم مسامح من ذنبه
... وأشهد أن سيدنا وسندنا محمد عبده، ورسوله، وحبيبه، وخليله، المبعوث بأشرف الأديان، وأكمل الملل، النبي المرسل الكريم المفضل، المنادى في الأزل:
... (( يا محمد قد اصطفيناك في الكتاب الأول، فما أعظم قدرك عندنا، وأفضل )).
... آدم فمن دونه تحت لوائك يوم الأرض تبدل، لك الشفاعة، واللواء والحوض، وكل من الأنبياء يستغيث لنفسه ويسأل، فما أسعد من توسل به، ونادى الشفاعة، يا من عليه في الشفاعة المعول، الشفاعة يا من يستغيث به المكروب إذا ضاقت به الحيل، الشفاعة يا من قال له جبريل عليه السلام: ها أنت وربك، فدنا، وتدلل.
... والصلاة والسلام على من أبرز من خدر الغيب شموس معاني عباراته الزاخرة، وأطلع من أفق المثاني أقمار لطائف إشارته الفاخرة.
اللهم إنا نستوهبك صيب صلواتك، وطيب تسليماتك لهذا السيد الذي زينت سماء معجزاته بكواكب خطابك الثاقب، ونشرت مناشير بيناته في آفاق المشارق والمغارب، ولمؤازريه الذين نثروا شمل أعدائه، ونظموا قواعده.
... صلاة تكون لنا صلة، وبأجمل العوايد عايدة، اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
سبب تأليف الكتاب:
... أما بعد: فلما كانت المدينة الشريفة مسقط رأسي، ورياضها الوريفة منبت غراسي.
بلاد بها نيطت علي تمائمي ... ... وأول أرض مس جلدي ترابها
فلا برحت تزهو على الأفق بابها ... ... ولا زال يهمي في الرياض سحابها
... وكيف لا ؟ وهي مهابط الوحي، ومنازل النبوة ومساقط الكرم، ومغارس الفتوة، ومنازه النفوس والخواطر، والرياض الحسنى، بل الروضة الغناء بكرتها المواطر.
بلدة ما رأيتها قط إلا ... ... قلت هذي أرضي ومسقط راسي
صفحة ٥