الجواهر الثمينة في محاسن المدينة

محمد كبريت الحسني ت. 1070 هجري
181

الجواهر الثمينة في محاسن المدينة

تصانيف

على بقيع الفرقد فقال السلام عليكم يا أهل القبور ثلاثا لو تعلمون ما الذي نجاكم الله منه مما هو كائن بعدكم ثم التفت فقال هؤلاء خير منكم قالوا يا رسول الله إنما هم اخواننا آمنا كما آمنوا وأنفقنا كما أنفقوا وجاهدنا كما جاهدوا وأتوا على أجلهم ونحن ننتظر فقال إن هؤلاء قد مضوا لم يأكلوا من أجورهم شيئا وقد أكلتم من أجوركم ولا أدري كيف تصنعون بعدي (1) وعنه عليه الصلاة والسلام أنه خرج إلى المقبرة فقال وددت أني قد رأيت اخواننا قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وانا فرطهم على الحوص قالوا يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك قال أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة من خيل دهم ، بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى قال إنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء وانا فرطهم على الحوص رجال عن حوض كما يزاد والبعير الضال فأناديهم ألا هلم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا (2) فأقول فسحقا فسحقا فسحقا (3).

وعنه عليه الصلاة والسلام «يحشر من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كان وجوههم القمر ليلة البدر فقام رجل فقال يا رسول الله وأنا منهم فقال وأنت

صفحة ١٩٤