وأما الإنذار فهو الإنذار لمن لم يجب دعوتهم وعصى الله بدخول نار جهنم - أعاذنا الله منها وإياكم - ويكفي في وصفها ما وصفها الله في كتابه من نحو قوله تعالى: ?كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب?[النساء:56]،?ثم لا يموت فيها ولا يحيا?[الأعلى:13]، ?وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم? [محمد:15]، ? وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه? [الكهف:29].
فليعلم طالب العلم أن المقصد بطلب العلم البحث عن السبيل التي تنجيه من العذاب الأليم، وتوصله إلى جنات النعيم، فلا يغتر بالآباء والأسلاف وإن كانوا على غير هدى من الله وتبصرة. أما إذا كانوا على هدى من الله فقد قال يوسف صلوات عليه: ?واتبعت ملة ءابائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب?[يوسف:38]، وقال الله تعالى: ?والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم?[الطور:21].
وهذا أوان الشروع في المقصود، ومن الله نستمد الإعانة والهداية والتسديد فهو حسبنا ونعم الوكيل.
صفحة ٤