لقد كان من أثر انتشار المذاهب المادية فى عصرنا الحاضر أن تغيرت القيم الخلقية تغيرا كبيرا وأصبحت الفضائل النفسية عند كثير من الناس عبثا لا ضرورة له، بل عبثا ينبغى الخلاص منه، وترك النفوس تسترسل مع هواها دون معاناة لكبته... واستوعر الشباب ارتقاء المعالى وتسنم الكمال، وليتهم لما أخلدت بهم أهواؤهم إلى الأرض اعترفوا بالقصور، وتواروا بخزيهم. لا، إنهم شرعوا يهونون من شأن الخلال الكريمة التى عجزوا عن تحصيلها، وراحوا يصفونها بأنها قيود على الطبيعة البشرية تورث الضر والاكتئاب...!! ومن هنا كانت السمة البارزة فى عصرنا المسارعة فى إشباع الهوى، واسترضاء الغرائز الدنيا حتى تروى. ورى هذه الغرائز عن طريق الحرام لا يزيدها إلا ضراوة، فهى تطلب المزيد 103
صفحة ٩٢