ونزولها مع الملائكة السماوية ، كما قال عز وجل:
فتسكنها في الصورة والطبائع الهيولانية ، ثم تنعطف عليها نعمته بالوحي مكملة ، ومبلغة إلى افضل احواله ، فاذا قال قائل : لم وصف بالقدرة ؟ فيقال لاخراجه الأشياء من العدم إلى الوجود ، فان قال قائل فلم قيل له صانع ؟ فيقال لوضعه الصورة ، وان قال قائل : ما العقل الفعال ؟ فيقال : هو اول ابداع الباري سبحانه وتعالى ، وهو جوهر بسیط نوراني فيه صورة كل شيء ، فان قال لم سمي عقلا ؟ فيقال لانه عقل الأشياء عن الخروج عنه كما قال سبحانه وتعالى :
لقد أحصاهم عدهم عدا
وان قال ما النفس ؟ فيقال : جوهرة بسيطة روحانية ، حية بالذات ، علامة بالقوة ، فعالة بالطبع ، وهي صورة من صور العقل الفعال ، فان قبل الم وصفت بالحياة ؟ فيقال : لانها تأتي الأفعال ، وتحرك الجسم حركة تؤدي به إلى الصلاح العام ، والنفع التام ، فان قيل ما الهيولى ؟ فيقال : جوهر بسيط قابل
صفحة ١٩٧