يبكي عليها لقد أودى مهجنه
حب العجوز وترك الخد العين
فهذا القسم من الناس إذا عشقوا هذه الصورة والصفة ، ومالوا لهذه الأشياء انما يكون ضرب من الجنون، ومفارقة العقل ، ومقارنة الجهل ، وهوى النفس ، و كذلك الاعتقادات الرديئة ، والمذاهب المخالفة ، لقول الحق ، ومذهب اهلی الصدق ، التي يكون فيها الشرك بالله عز وجل، والالحاد في اسمائه ، وبذلك تكون نهاية الدمار، وسوء المنقلب في الدار الآخرة ، نجاك الله وأيانا من هذا الجنس ، وانواعه ، وأشخاصه عنه ورحمته ، فهذا تمام القول ، وايضاح الشرح، واقامة البرهان على ما قيل في العشق انه مرض نفساني، وهوى غالب، وجنون الهي، وحقيقة المطلوب، والغرض المقصود من هذا الفصل هو أن حقيقة العشق الفاضل ، والود الكامل هو الشوق إلى الاتحاد ، والقرب من العلة الأولى، فكل سائق اليها ، وطالب القدوم عليها ، والقرب منها ، فأعرف ذلك وتحققه ، وأحتفظ به ان شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
صفحة ١٧٩