وفيها غضب الإمام على احمد بن زيد الفقيه اليمني فأمر بقتله وزعم أناس أن الإمام عوقب وفيها في ذي القعدة توفي الإمام سلطان اليمن الناصر صلاح الدين محمد بن علي المهدي فلما توفي كتم موته إلى آخر الحجة وخصصوا عليه في تابوت وكان شرع به المرض ببعض غزاته وكاد يصح ثم عاوده فكتب خواصه إلى صعدة إلى القاضي عبد الله الداوري بأن قالوا أما بعد فكيف وما ---فلما وصل الكتاب خرج إلى صنعاء في جماعة من الأعيان منهم السيد صلاح فأمر بدفن الإمام فدفن بقبته المشهورة في مسجدة وكان الإمام قد أشار إلى :السيد العلامة علي بن أبي الفضائل فطالب الوزراء باقيام وقال أن ثمة منه أكمل مني وأعلم يسير إلى الإمام المهدي أحمد بن يحيى فلما فهموا مراده توقفوا وكانوا غير طامعين في الإجابة إلى أحذ ولاذ الإمام الظهور قصورهم ثم أن الداوري راود العلماء في نصب ولد الإمام فانزعجوا ففرقوا إلى من يصلح للإمامة وكان المشار إليهم من السادة ثلاثة السيد العلامة ناصر بن أحمد والسيد علي بن أبي الفضائل والإمام المهدي فاجتمع العلماء في مسحد الإمام فتراجعو ا وكان الإمام أصغر الناس سنا قيل في ثمانية عشرة وهذا يؤيد التاريخ المتأخر والظاهر خلافه فاعتذر السيدان وأعترض الإمام بصغر سنه فلم يقبلوا عذره وبايعه السيدان ثم العلماء وأقسم بعظهم أني لا أفرق بين بيعتي لك فتبعه زيد بن علي فلما أبرموا أمرهم علم الوزراء فعجلوا البيعة في جوف الليل وأظهروا والتنصير في قصر صنعاء وابنه القاسم بخلافة الإمام وشيعه إلى بيت بوس مجتمعين ثم تقدم عليهم جيش المنصور علي ووقع حرب ثم كاتبوه بالدخول إلى صنعاء وتحكيم العلماء ودخل الإمام وأصحابه صنعاء وانتظروا أياما فلم يبدوا كلاما وخرج الإمام ومن معه إلى جهة القبلة وكانت الناس فاجتمع له جيش عظيم ثم تنقل وهو يزداد قوة ثم سار إلى بلاد البستان ثم إلى معبر والمنصور بصنعاء فانتقل إلى ذمار فأعمل الحيلة وبذل المال لشيخ مصر فاظهر الشيخ عند ذلك ضيق البلد وأشار بتفريق الجيش على القرى فلما لاح للشيخ الفرصة لتفرق الجيش كتب إلى ذمار فسر جيش المنصور ليلا وكان الإمام قد أعد قوما من عنس فلما ظهر ا الجيش ظنوهم أهل عنس والإمام يتوضى لصلاة الظهر ثم صلى فسمع صوت المدفع فقال بعد التسليم ما هذا ثم فاخبر الخبر فدعى على الرامي فأخذه الله ثم وقع حرب ثم تبعوبهم وأصلحوا أن يخرجوا آمنين فلما خرجوا قتلوا منهم ستة أو سبعة منهم الفقيه العلامة يحيى الرجامي ثم قيدوا الإمام السيد علي بن أبي الفضائل والسيد علي بن الهادي بن المهدي وجماعة.
وفيها توفي الشيخ الحافظ محدث اليمن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي الإمام الشافعي سكن أبيات حسين من نوحي سردد وكان فقيها نبيها عالما زاهدا ورعا حسن المذاكرة محبوبا عند الناس وقد تقدم له تأريخ بن حجر.
وفيها في سابع وعشرين ربيع الأول توفي العلامة الزاهد والراكع الساجد مفخر اليمن وخلافة الفضلا صارم الدين إبراهيم بن علي الكينعي عابد العصر المجمع على فضله وزهده وعبادته وكراماته وسيرته معروفة وحج مرارا وواجه وجاور بمكة أعواما ووفاته بصعدة ومشهده مشهور وفيها احترقت دمشق حريقا عظيما وذهب من الأموال ما لا يحصى وسقطت المنارة.
صفحة ٢٤٨