جامع الصحيحين لابن الحداد
تصانيف
[12] ذكر أخبار وردت فيمن ختم له بكلمة الشهادة أنه من أهل
السعادة ومرجعه إلى دار الخلود
125 - (م) - حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله، قال: ثنا الحسن بن علي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا أحمد بن علي، قال: ثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، قال: ثنا عمر بن يونس الحنفي، قال: حدثني عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو كثير، قال:
حدثني أبو هريرة قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، معنا أبو بكر وعمر في نفر، فقام نبي الله من بين أظهرنا، فأبطأ علينا، فخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا وكمنا، وكنت أول من فزع، فخرجت أتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، #110# حتى أتيت حائطا لبني النجار، فدرت هل أجد له بابا فلم أجد، وإذا ربيع يدخل في جوف الحائط من خارجه -والربيع: الجدول-، فاحتفزت، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أبو هريرة؟)) قلت: نعم يا رسول الله، قال: ((ما شأنك؟)) قلت: كنت بين ظهرينا، فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا، فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط، فاحتفزت كما يحتفز الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي، فقال: ((يا أبا هريرة! -وأعطاني نعليه- اذهب بنعلي هاتين؛ فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة))، فكان أول من لقيت عمر، فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة؟ فقلت: هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثني بهما، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة، قال: فضرب عمر بيده بين ثديي، فخررت لاستي، وقال: ارجع يا أبا هريرة، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأجهشت بالبكاء، وركبني عمر، وإذا هو على إثري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما لك يا أبا هريرة؟)) فقلت: لقيت عمر، فأخبرته بالذي بعثتني به، فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي، فقال: ارجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما حملك على ما فعلت؟)) قال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! بعثت بنعليك؛ من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة؟ قال: ((نعم))، قال: فلا تفعل؛ فإني خشيت أن يتكل الناس عليها، فخلهم يعملون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلهم)).
صفحة ١٠٩