103

جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن

محقق

د عبد الملك بن عبد الله الدهيش

الناشر

دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت - لبنان

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

طبع على نفقة المحقق ويطلب من مكتبة النهضة الحديثة - مكة المكرمة

حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ [عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عُمارة بن عمرو بن حزم] عن أُبي بن كعب. قال: (بعثني رسول الله ﷺ مُصدقًا على بَلىّ وعُذره، وجميع بني سعد بن هُذيم بن قُضاعة -[قال أبي] (١) وقال يعقوب في موضع آخر: من قضاعة - قال: فصدّقتهُم، حتى مررتُ بآخر رجل منهم، وكان منزلهُ وبلدهُ مِن أقرب منازلهم إلى رسول الله ﷺ بالمدينة، قال: فلما جمع إليّ ماله لم أجد عليه فيها إلا ابنة مخاضٍ (٢)، يعني فأخبرتهُ أنها صدقته. قال: فقال: ذاك ما لا لبن فيه ولا ظَهْر. وأيم الله ما قام في مالي رسول الله ﷺ ولا رسولُ له قطُ قبلك، وما كنتُ لأقرض الله [﵎] من مالي ما لا لبن فيه ولا ظهر، ولكن هذه ناقةٌ فتيةٌ سمينة فخذها، قال: قلت له: ما أنا بآخذٍ ما لم أُومَرْ به، فهذا رسول الله ﷺ منك قريبٌ، فإن أحببتَ أن تأتيه، فتعرضَ عليه ما عرضتَ عليَّ، فافعل، فإن قَبلهُ منك قبلهُ، وإن ردَّهُ عليك ردَّهُ. قال: فإني فاعلٌ. قال: فخرجَ معي، وخرج بالناقةِ التي عرض عليَّ، حتى قدمنا على رسول الله ﷺ، فقال له: يا نبي الله أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة مالي. وأيم الله ما قام في مالي رسول الله ولا رسولٌ له قط قبلهُ/، فجمعتُ له مالي. فزعم أن عليّ فيه ابنةَ مخاض، وذلك ما لا لبن فيه ولا ظهر، وقد عرضتُ عليه ناقةً فتية سمينة ليأخذها، فأبَى عليَّ ذلك، وقال: هاهي هذه قد جئتُك بها يارسول الله، فخذها، قال: فقال له رسول الله ﷺ: ذاكَ الذي عليك. فإن تطوَّعتَ بخير قبلناه منك وآجرك الله فيه، قال: فها هي ذِه

(١) مابين المعكوفين زيادة من لفظ المسند ٥/١٤٢. وبلى بفتح فكسر وياء مثناة ابن عمرو من قضاعة والنسبة إليها بلوى انظر جمهرة أنساب العرب ص ٤٤٢. (٢) هي الناقة لها سنتان ودخلت في الثالثة، سميت بذلك لأن أمها قد حل مخاضها. أي ولادتها عليها.

1 / 158