وفى «الروض الأنف» للسهيلى: لما قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها (سورة البقرة: 30) خافت أن يكون الله عاتبا عليهم لاعتراضهم فى علمه، فطافوا بالعرش سبعا.
وذكر ما تقدم عن على بن الحسين رضى الله عنه (1).
كذا حكاه الجد نور الله ضريحه وجعل الرحمة غبوقه وصبوحه فى «منسكه». ثم قال بعد ذلك: ظاهر قول السهيلى: خافت أن يكون الله عاتبا عليهم، أنه لم يقع من الله غضب عليهم وهو الموافق للحكم بعصمتهم، وقوله تعالى: لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (سورة التحريم: 6) وما تقدم عن على بن الحسين يخالف ذلك. وقوله: لاعتراضهم فى علمه يخالف ما تقدم عن ابن كثير من أن ذلك منهم على وجه الاستكشاف لا الاعتراض، اللهم إلا أن يراد ما صورته صورة الاعتراض فلا مخالفة. انتهى.
وفى بعض الروايات أن الله تعالى بعث ملائكة فقال: لهم ابنوا بيتا على مثال البيت المعمور وقدره ففعلوا، وأمر الله تعالى أن يطاف به كما يطاف بالبيت المعمور، وأن هذا كان قبل خلق آدم (عليه السلام) وقبل خلق الأرض بألفى عام، وأن الأرض دحيت من تحته (2).
فصل: فى الكلام على البيت المعمور وشىء من خبره على سبيل الاستطراد
روى عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «هذا البيت» يعنى الكعبة المشرفة «خامس عشر بيتا، سبعة منها فى السماء إلى العرش، وسبعة منها إلى تخوم الأرض [السفلى] وأعلاها الذى يلى العرش. البيت المعمور، لكل بيت منها حرم كحرم هذا البيت، لو سقط منها بيت لسقط بعضها على بعض إلى تخوم الأرض السفلى، ولكل بيت من أهل السماء ومن أهل الأرض من يعمره كما يعمر هذا البيت». أخرجه الأزرقى (3).
صفحة ٧٠