كتامة- وهى قبيلة من البربر- قتلوا رجلا وأضرموا عليه النار فلم تعمل فيه وبقى أبيض البدن، فقال لهم: لعله حج ثلاث حجات. فقالوا: نعم . فقال: حدثت أن من حج حجة أدى فرضه، ومن حج ثانية داين ربه، ومن حج ثلاث حجج حرم الله شعره وبشره على النار (1).
(ومنها) ما يروى عن الأوزاعى أنه قال: رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول:
يا رب إنى فقير كما ترى
وصبيتى قد عروا كما ترى
وناقتى قد عجفت كما ترى
وبردتى قد بليت كما ترى
فما ترى فيما ترى
يا من يرى ولا يرى
فإذا بصوت من خلفه يا عاصم يا عاصم، الحق عمك قد هلك بالطائف وخلف ألف نعجة وثلاثمائة ناقة وأربعمائة دينار وأربعة أعبد وثلاثة أسياف يمانية، فامض فخذها فليس له وارث غيرك. قال الأوزاعى: فقلت له: يا عاصم إنك دعوت قريبا، فقال: يا هذا أما سمعت قوله: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب (سورة البقرة: 186).
ومنها) ما روى عن على بن الموفق أنه قال: طفت بالبيت ليلة وصليت ركعتين بالحجر، واستندت إلى جداره أبكى وأقول: كم أحضر هذا البيت الشريف، ولا أزداد فى نفسى خيرا!! فبينما أنا بين النائم واليقظان إذ هتف بى هاتف، وهو يقول: يا على، سمعنا مقالتك أو تدعو أنت إلى بيتك من لا تحبه؟! (2).
(ومنها) ما ذكر عن أبى بن خلف وعبيد الله بن عثمان أنهما كانا فى الحجر فى شهر رجب فلم يشعرا إلا بحية قد أقبلت حتى مرت بهما، فدخلت تحت أستار الكعبة، وسمعا كلاما من حيث دخلت يقول: يا معشر قريش كفوا عما تأتون من الظلم قبل أن تنزل بكم النقم، كفوا سفهاءكم فإنكم فى بلد عظيم حرمته (3).
صفحة ٦٥